حكاية عثمان والتمساح للاطفال
قصة: مريم الكرمي
حقوق النشر: مجلة المحب للاطفال.
قالت امي هناك قصه قديمه كانت تحكيها جدتي لي
تعالي حتي احكيها لكي
جلست وكلي انتباه لا تغمض عيني
قالت ...
كان عثمان يمشي في الصحراء ومعه جمله الذي يحمل عليه طعامه واحتياجات سفره
الشمس كانت ساااخنه جدا ...والجو لا يحتمل
وعثمان لمن لا يعرفه كان يسافر ...ليتاجر بين البلاد ...ويتعلم
وبينما هو يمشي ويبحث عن ظل شجره من هذا الحر الشديد
لمح شيئا ملقا في الصحراء القاحله
اقترب منه
فاذا هو تمساح ..يكاد يموت من شدة الحر
لا يستطيع الحركه وقد اوشك على الموت
اشفق عليه عثمان ...
احضر ماء من فوق جمله وسقاه ...
وقال مسكين هذا التمساح انه يعاني مثلي من الحر
فحمله وقام بربطه الي جانب متاعه علي الجمل ..
حتي يتمكن من السفر به ليجد له بركة ماء
مرت ايام ...
ولا ح النهر ..قال عثمان للتمساح هاهو الماء ...
وانزله برفق ووضعه الي جانب النهر ...كان التمساح قد تعافي ...فزحف الي النهر وراح يغطس ويسبح في سعاده وعثمان يراقبه
هم بالرحيل عندما وجد التمساح يقف بينه وبين جمله ..وقد بدي الشر في عينيه ...
اندهش عثمان عندما قال له التمساح
سوف آكلك يا انسان ...
رد عثمان ..لماذا لقد انقذت حياتك وقد اوشكت علي الهلاك في الصحراء
وحملتك مع متاعي حتي النهر
قال التمساح في شر
لقد شددت وثاقي وآلمني الحبل بشده ..ولم استطع ان ابدي لك شعوري ...ولهذا سآكلك ...
خاف عثمان ولكنه حاول ان يكسب وقتا ...
قال فلنحكم بيننا من يأتي من هذا الطريق ونري حكمه
قال التمساح ...في مكر حسنا ..
ظهر الثعلب من بعيد ...
وعندما اقترب استوقفه عثمان قائلا ايها الثعلب ..تعال واحكم بيننا
لقد انقذت هذا التمساح من الموت في الصحراء
وسقيته وحملته الي النهر ويريد الآن ان يأ كلني
وقال التمساح ..لقد شد وثاقي الي متاعه وبضاعته بالحبل لعده ايام وتألمت جدا جدا
ولهذا سوف آكله
نظر الثعلب الي عثمان ثم الى التمساح وقال ..
انه يستحق.. البشر قساه ..من حقك ايها التمساح ان تلتهمه
ومشي
اقترب التمساح وفتح فمه المليء بالاسنان ...وقال ..
لقد حكم عليك بالموت
قال عثمان ...لكي يكون حكما عادلا لنحكم آخر ان الثعلب مراوغ ...ولا اثق به
جاء من بعيد الضبع ...يمشي في تباطوء
ايها الضبع ايها الضبع ...
ناداه عثمان ...اقترب الضبع ...
ماذا تريد ايها الانسان ...
قال احكم بيني وبين التمساح
لقد حملته من الصحراء وقد اوشك علي الموت عطشا وحرا ...
واتيت به الي النهر ويريد الآن ان يأكلني
ثم قال التمساح ...لقداحكم ربط الحبل وآلمني بشده ولهذا سآكله
نظر الضبع اليهما وقال انه يستحق الاكل
التهمه ايها التمساح
فزع عثمان وقال
حسنا حسنا
حكم اخير ويمكنك ان تأكلني بعدها
جلس الضبع ...منتظرا ان يلتهم البقايا
...بعد قليل ظهر كلب ...اسرع عثمان ناحيته ايها الكلب ايها الكلب ...
اريدك ان تحكم بيني وبين التمساح
لقد انقذت حياته وقد كاد يموت في الصحراء عطشا وحرا ...وحملته علي جملي الي النهر ويريد ان يأكلني
قال التمساح ...لقد ربط الحبل حولي بقوه وكدت اختنق ...وتألمت جدا جدا ...ولهذا سآكله ...
نظر الكلب الي عثمان ثم الي التمساح والي الجمل وقال لكي اصدر حكمي الصحيح
لابد ان اري كيف تم ربط التمساح واتأكد من فيكم الصادق
حمل عثمان التمساح ...وربطه كما فعل سابقا وقال الكلب هكذا كنت مربوطا ...قال التمساح لا لقد شد الحبل حولي اكثر
فشد عثمان الحبل اكثر
قال الكلب هكذا
رد التمساح بل اشد ...
حتي كاد الحبل يقتله ...
عندها قال التمساح ...اجل هكذا ...وكان عثمان قد اوثقه تماما تماما بالحبل
يكفي افلتني ...
قال الكلب ...اياك ان تفعل يا عثمان
ان التمساح ..ناكر للجميل ...وخائن للمعروف ...وحكمي ان تذهب به حيث وجدته ...وتلقيه في الصحراء والحر
انك ان تصنع المعروف في غير اهله ...يقابل صنيعك فيهم باللؤم والنكران ...
