اسمها نسيبة بنت الحارث الأنصارية، من الصحابيات الجليلات المجاهدات في سبيل الله ومن
السابقات للإسلام من نساء الأنصار،اشتهرت بجهادها في سبيل الله وروايتها للأحاديث وتفقهها
في الدين وحكمتها ورجاحة عقلها، ولها العديد من المواقف المشهودة في تاريخ الإسلام.
تحدثنا أم عطية عن نفسها في الغزو والجهاد فتقول: "غزوت مع النبي الكريم سبع غزوات أخلفهم
في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى" (رواه مسلم).
وهي التي غسلت زينب بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد موتها، وكانت تغسل من مات من
النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، طلباً للمثوبة والأجر من الله عز وجل.
روت أم عطية الأنصارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعون حديثاً، ستة في الصحيحين،
وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث، وروى عنها أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين،
وحفصة بنت سيرين، وجماعة كبيرة من التابعين.
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انتقلت أم عطية للبصرة وتوفيت فيها سنة سبعين من
الهجرة ،واستفاد الناس من علمها وفقهها، فكان الصحابة والتابعين يأخذون عنها فقه الجنائز
وغسل الميت. رضي عنها وأرضاها وجمعنا بها في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى.
