رندة فتاة فضولية تحب سماع أخبار الناس، وتتلصص عليهم في ذهابهم وإيابهم.
ثم تتصل مع صديقاتها وتعزمهم كي يشربوا معها العصير وقطعاً من الكيك، كي يسمعوا منها آخر الأخبار.
وما أن تأتي صديقاتها حتى تبدأ الحديث عن جارتها تلك أو ابنة خالتها أو ابنة عمتها وهكذا..
فكانت الصديقات يشربن العصر ويأكلن الكيك وهن مستمتعات بحديث رندة، وسماع أخبار الناس.
لكن مها كانت تنزعج من رندة وأخبار الغيبة والنميمة التي تنقلها لصديقاتها.
فكانت تحذّر صديقاتها من رندة قائلة لهن:
- انتبهوا من رندة!! فالذي ينقل أخبار الناس، سينقل أخبارنا نحن أيضاً.
فقالت لها إحدى صديقاتها:
- ليس عندنا أخبار حتى تنقلها رندة ..
فقالت مها:
- وهل كل ما تقوله رندة من أخبار هي أخبار صحيحة؟
في أحد الأيام اجتمعت الصديقات عند رندة إلا صديقتهم كوثر.
قالت رندة عن سبب غياب كوثر أن المرض قد أقعدها عن المجيء.
تساءلت الصديقات عن ماهية مرض كوثر، فقالت رندة:
- إن كوثر مريضة جداً، وأن مرضها معدٍ، ومن الأفضل ألا نزورها أو نلتقي معها حتى لا تنقل المرض إلينا.
وصارت تحكي عن مرض كوثر الوراثي المعدي، والذي ينتقل بين أفراد عائلتها حتى انتقل إلى جيرانها.
وبعد قليل رنّ جرس الباب، فذهبت رندة وفتحت الباب، فإذا بها ترى صديقتها كوثر أمامها.
رحبت رندة بكوثر وهي تتلعثم بكلامها وكأنها تقول لها لم جئتِ الآن؟
دخلت كوثر غرفة الضيوف حيث صديقاتها مجتمعات، فإذا بهنّ وقد تفاجأن بها.
فلما اقتربت منهن كي تصافح صديقتها نهلة فإذا نهلة تقفز من مكانها مبتعدة عنها، وهكذا فعلن جميع الصديقات.
شعرت كوثر بالدهشة لخوف صديقاتها منها وابتعادهن عنها، فسألت صديقتها مها عن سبب هذا التصرف.
قالت مها:
- لقد أخبرتنا رندة أنك مريضة مرضاً خطيراً ومعدياً، وحذرتنا من الاقتراب منك.
صرخت كوثر بأعلى صوتها وهي غاضبة:
- ومن قال لك يا رندة أن مرضي معدٍ وخطير؟ أنا مريضة بالتهاب الحلق فقط،
وهذا المرض لا يعدي وليس بالمرض الخطير.
قالت مها:
- ألم أقل لكنّ يا صديقاتي من نقل أخبار الناس إلينا سينقل أخبارنا إلى الناس،
ويا ليتها نقلت الخبر كما هو، بل زادت عليه كذباً وبهتاناً.
