حكاية سيارة مهدي

كان مهدي مولعاً بشراء ألعاب سيارات وشاحنات بجميع أنواعها، ولكن والده لم يكن يملك

المال اللازم لشراء ما يحبّه مهدي..

في أحد الأيام جاء أبو مهدي حاملاً معه حزمة كبيرة من الأسلاك الرفيعة والسميكة الطرية،

والتي تتشكل كيفما يريد.

نادى أبو مهدي ابنه قائلاً له:

- تعال يا بني.. لقد جلبت لك عدداً كبيراً من ألعاب السيارات والشاحنات..

ركض مهدي مسرعاً فرحاً بما سمعه من أبيه..

وقف مهدي أمام والده وأخذ ينظر يمنة ويسرة باحثاً عن الألعاب التي أخبره عنها والده فلم يجدها..

تبسّم أبو مهدي وأخذ الأسلاك بيده قائلاً:

- هذه هي السيارات والشاحنات يا بني.

شعر مهدي بالغضب والغيظ ولكنه كظم غيظه احتراماً لوالده، وأخذ ينتظر بفارغ الصبر ما سيقوله له والده..

ذهب والده وأحضر بعض المفكات والكماشات ومسطرة..

ثم أخذ يقيس بالمسطرة بعض الأسلاك ويقصّها..

ثم بدأ يربط قطع الأسلاك بعضها ببعض، فصارت قاعدة من الأسلاك، ثم وضع فوقها مجسماً من الأسلاك.

كان مهدي يتابع والده بلهفة وشوق، والدهشة تملأ وجهه.

ثم صنع أبو مهدي دوائر صغيرة من الأسلاك ووضعها أسفل المجسّم..

فجأة صاح مهدي فرحاً:

- إنها سيارة .. كم هي جميلة!!

ثم أخذ أبو مهدي وصنع مربعات صغيرة ومستطيلات من الأسلاك، وشبكها مع

بقية الأسلاك فصارت نوافذ وأبواب..

ثم صنع دائرة من الأسلاك ووضعها في مقدمة السيارة وشبكها بسلك طويل قاسٍ،

وبدأ أبو مهدي يسيّر السيارة بهذا السلك الطويل، فيحرك المقود يميناً وشمالاً،

والسيارة تتجاوب معها بسهولة..

صاح مهدي بفرح:

- شكراً يا أبتي.. يا لها من سيارة جميلة.. أعطني إياها حتى ألعب فيها، وأُريها لأصدقائي..

تبسّم أبو مهدي فرحاً لفرح ابنه، ثم قال له:

- أرأيت يا صغيري من الأجمل؟؟ أن تشتري سيارة جاهزة من السوق؟ أم

أن تصنع بيدك سيارة جميلة كهذه؟

قال مهدي:

- بل أصنع سيارة بنفسي أجمل من السيارة الجاهزة، ألا أستطيع أيضاً أن أصنع منها شاحنات وجرافات أيضاً؟

قال أبو مهدي:

- بالتأكيد يا بني تستطيع صنع كل شيء، طيارات وعمارات وأكواخ،

تستطيع إبداع أي شيء يخطر ببالك يا حبيبي..